مبادرة الحوار العراقي

مبادرة الحوار العراقي

 

حصلت مجموعة شيخ في أواخر سنة 2019 على دعم كبير يمتد لعدة سنوات من وزارة التعاون الاقتصادي
والتنمية الألمانية بهدف تنظيم حوارات تشمل مجموعة واسعة ومتنوعة سياسيا من الفاعلين العراقيين لمعالجة
مسببات الصراع في البلاد اليوم، بما في ذلك الفجوة بين السلطات (سواء المركزية أو المحلية) والمواطنين،
وما بين سلطات الأمر الواقع والمؤسسات الحكومية الرسمية.
 

هذه المبادرة، التي ستكون بقيادة العراقيين، سوف تستند إلى فكرة أن المقاربة من القاعدة إلى القمة هي وحدها
الكفيلة بشمول المجتمعات من المناطق الأخرى والمجتمعات المهمّشة في العملية السياسية، والحفاظ على السلام
والازدهار لجميع العراقيين. والحوارات ذات الصلة سوف تُدار من جانب العراقيين، وداخل العراق، لأقصى حد
ممكن، وذلك يعتبر ابتكاراً مهماً بالنسبة لمجموعة شيخ.
 

هذه العملية سوف تذهب إلى ما هو أبعد من التدخلات على المسار الأول والمسار الثاني عن طريق: (1) تسهيل
الحوارات على كل من المستوى الأفقي (الشامل للتكنوقراط ومن خلفيات طائفية مختلفة) والرأسي
(ما بين الطبقات المختلفة)،مع التركيز تحديدا على الشرائح الأقل تمثيلا في المجتمع، بما فيها الفئات المحرومة
اقتصاديا والشباب والنساء.وهذه الحوارات تسعى إلى تنمية التفاهمات حول مسائل أساسية تهدد السلام الهش
في العراق، مثل عدم توفر الخدمات،والبطالة، والحوكمة غير الفعالة. حيث يشعر جزء كبير من أفراد الشعب
العراقي بأن حكوماته (سواء الوطنية أو المحلية)لا تلبي احتياجاته الأساسية، أو أنها لا تتحدث بشرعية باسمه.
وطالما استمر عدم التواصل هذا ما بين الأهالي المحليين ومن يمثلونهم، يظل احتمال وقوع مزيد من الصراع قائما.
 

مشروع مجموعة شيخ ينظر إلى الدولة العراقية على أنها مؤلفة من علاقات متعددة المستويات بين السلطات التنفيذية،
والمؤسسات الحكومية الرسمية، وسلطات الأمر الواقع، والمجتمع. وينطوي هذا المشروع على عقد حوارات تهدف
إلى تقوية النسيج الذي يربط بين هذه الكيانات المختلفة. ويوجد ضمن هذه المجموعات فاعلون لديهم الاستعداد للتواصل
على هذا الأساس، في مقابل أن يكون لهم دور أكبر في عملية بناء الدولة. ومبادرات الحوار وبناء شبكات التواصل ضمن
هذا المشروع تسعى إلى تطوير مقاربات شاملة للجميع تجاه إعادة الإعمار وإصلاح الحوكمة/الاقتصاد تستند إلى الإجماع،
وفي نفس الوقت إتاحة فرص وإعطاء دروس حول بناء قدرات المؤسسات وتقديم المساعدة الفنية على المستوى المحلي.
 

سوف تركز الحوارات على أربعة محاور تمثل مصادر للتوترات بشكل خاص مع الحكومة العراقية المركزية:

  1. البصرة
  2. بغداد (ومناطق أخرى)
  3. المناطق المحررة مؤخرا/ الموصل
  4. إقليم كردستان العراق


كما إن الهدف من هذا المشروع هو أن تستند إليه مقاربات المجتمع الدولي والمانحين، وهو يجمع بين المجتمع
المدني المحلي، وفاعلين سياسيين، وجماعات مسلحة، والقطاع الخاص بهدف الخروج بمقترحات تستند إلى
الإجماع لبلورة جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار ومن خلال إشراك فاعلين إقليميين ودوليين، يهدف
هذا المشروع إلى تشجيع مقاربة أكثر اتساقا واستدامة تجاه تلك الجهود، استنادا إلى نموذج "اتفاقات الاستقرار"
المطبقة بعد الصراع في مجتمعات أخرى، مثل البلقان.
 


 

لغرض هذا المشروع، تشكّل مجموعة شيخ فريقا مكرسا بقيادة ريناد منصور (مدير مبادرة العراق في تشاتام هاوس)،
ويضم خبراء بالشؤون العراقية ومواضيع تخصصية، ولديهم خبرة كبيرة بمجال إحلال الاستقرار وإعادة الإعمار بعد
الصراع، وسجل حافل من التواصل العميق منذ وقت طويل مع شبكات وفاعلين محليين ذوي صلة داخل العراق.

 

هذا المشروع، الذي يبدأ تطبيقه في صيف سنة 2020، له أهمية خاصة اليوم، حيث يواجه العراق تحديات مستمرة
في تطبيق حوكمة فاعلة لتلبية الاحتياجات اليومية للمواطنين، والتغلب على حالة الشلل السياسي التي فاقمها تصعيد
التوترات الأمريكية-الإيرانية في أعقاب قتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.