نعتقد بأن وضع نهاية للصراع السوري الذي طال أمده – حرب أدت إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتشريد نصف سكان البلاد، وتسببت بعدد من التهديدات لأمن المنطقة والعالم – يتطلب بالضرورة منح السوريين من جميع الطوائف والخلفيات الفرصة والمجال المفتوح ليجتمعوا معا ويقرروا مستقبل بلدهم بأنفسهم.
و برنامج سورية هو مشروع يهدف إلى تشجيع الحوار وحشد الإجماع ما بين الفاعلين السوريين، ومساعدتهم في طرح مقترحات يمكن تنفيذها للانخراط في عملية سياسية بقيادة السوريين تهدف إلى إنهاء الصراع. انطلقت هذه المبادرة في سنة 2013، وقد جمعت بين مئات من المتنفذين السوريين من مختلف الخلفيات السياسية والعسكرية والمهنية ومن المجتمع المدني – بمن فيهم شخصيات من المعارضة، ومن "المستقلين"، ومن الموالين للحكومة – من خلال سلسلة من ورشات العمل التي أتاحت لهؤلاء الأطراف بناء علاقات فيما بينهم، وبناء ثقة متبادلة، وتعاونوا معا في وضع تفاصيل عناصر عملية سياسية وتسوية مستدامة دعما للجهود الدولية والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة.
حيث عُقدت سلسلة من الحوارات بين السوريين طوّروا خلالها مقترحات مفصلة، وزاد بينهم الإجماع حول عدد من القضايا، من بينها: الإصلاح المؤسساتي والإداري، وإصلاح القطاع الأمني والجيش، والعدالة الانتقالية، والإصلاح الدستوري. كما استعرضت هذه النقاشات نموذج عملية سياسية على المسار الأول، وخرجوا بتوصيات لنموذج مُصلح وإطار زمني يمكن أن تثق به شخصيات سورية أساسية وأطراف دولية (أنظر "مسودة ورقة الإطار" و"ورقة العمل حول الحوار السوري-السوري").
وفي شهر يوليو/تموز 2017، أطلقت مجموعة شيخ "المسار العربي-الكردي" الذي يجمع بين مختلف ممثلي العرب والأكراد من شمال سورية وشمالها الشرقي لأجل الحوار بهدف بناء الثقة وحشد الإجماع على مقترحات لنظام حوكمة أكثر شمولية وشرعية ويخضع لمساءلة أكبر في هذه المناطق، وذلك في سياق الجهود الرامية لمنع وقوع صراع والعمل تجاه المصالحة ما بين المجتمعات المحلية، وفي نفس الوقت النظر في كيفية إشراكها في عملية سياسية على المستوى الوطني.
كانت مجموعة شيخ في جميع هذه اللقاءات تقوم بدور وسيط حيادي ويحفظ السرية. وكان هدفنا هو توفير مساحة محايدة وآمنة لطائفة واسعة وممثلة للجميع من الشخصيات السورية المتنفذة لطرح مقترحات بشأن سبيل أكثر واقعية واستدامة للوصول إلى تسوية سياسية. وبينما أن مجموعة شيخ تتبع في هذه المبادرة مقاربة "من القاعدة إلى القمة"، فإنها تسعى في نفس الوقت لضمان إطلاع صانعي القرار الدوليين والإقليميين على هذه المقترحات وأن يتدارسوها بشكل مناسب. وبهذا الصدد، تواصلنا باستمرار مع مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا وفاعلين أساسيين أوروبيين ومن المنطقة، ومكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية – ووفرنا فرصا للمشاركين السوريين في هذه اللقاءات للالتقاء مباشرة معهم.
ونحن نعرب عن امتناننا للدعم المقدم لمبادرة الحوار السوري- المسار الثاني من حكومات كندا وألمانيا وهولندا والسويد وسويسراوالمملكة المتحدة وكذلك من الاتحاد الأوروبي.